كل ما ترغب في معرفته عن مرض الزهايمر: اسبابه، اعراضه و علاجه

الدكتور مكي هيثم
الصفحة الرئيسية

 مرض آلزهايمر

كل ما ترغب في معرفته عن مرض الزهايمر: اسبابه، اعراضه و علاجه


آلزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعا عند كبار السن، و يمثل حوالي 60٪ من إجمالي حالات الخرف، يصيب مرض آلزهايمر 1٪  من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ65 و الـ69 سنة، و 20٪ من الأشخاص ما بين الـ85 و الـ89 سنة، ثم ترتفع الإحصاءات لتتجاوز الـ40٪ بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ90 و الـ95 سنة.

يشير العلماء إلى أنّ شخصا من أصل كل ثمانية رجال سيعاني منه في حياته، و أنّ امرأة من أصل كل أربعة ستواجهه هي الأخرى في حياتها. فماهو مرض آلزهايمر ؟ ماهي أعراض و علامات الإصابة بمرض آلزهايمر ؟ ماهي أنواعه ؟ و ما هي طرق الوقاية من مرض آلزهايمر ؟

1/ ما هو مرض آلزهايمر ؟

مرض آلزهايمر هو أحد الأمراض التنكسية التي تصيب الجهاز العصبي للإنسان، حيث يؤدي إلى تدهور الذاكرة و القدرات المعرفية بشكل تدريجي، و تظهر هذه الأعراض نتيجة لتدمير الخلايا العصبية في المناطق المسؤولة عن اللغة و الذاكرة في الدماغ، بتقدم المرض، يواجه المصاب صعوبة بالغة في التذكر و التعرف على الأشياء و الوجوه، و حتى معاني الكلمات، ليفقد في النهاية قدرته على إصدار الإحكام.

 يرتبط مرض آلزهايمر ارتباطا وثيقا بسنّ المصاب، فغالبا ما يظهر بعد سن الـ65، ليزداد سوءا بمرور الوقت,و لكن خلافا للإعتقاد السائد، فمرض آلزهايمر لا يعتبر نتيجة طبيعية للشيخوخة.

2/ الفرق بين الشيخوخة الطبيعية و مرض آلزهايمر :

نظريا إذا تمكن الإنسان من بلوغ سن الـ150 أو الـ160 سنة، فالجميع سيصاب بشكل حتمي بمرض الزهايمر، لذلك يمكن اعتبار الزهايمر شكلا جدّ مسرّعٍ من أشكال الشيخوخة، أما في الحالة الطبيعية فللإصابة بمرض الزهايمر يجب أن يكون الفرد معرضا جينيا بالإضافة إلى العوامل المحيطة و العادات اليومية التي تساهم في ظهوره.

3/ أسباب الإصابة بمرض الزهايمر :

تبقى أسباب الإصابة بمرض الزهايمر مجهولة في أغلب الحالات، حيث ينسب إلى التقاء مجموعة من عوامل الخطر، و تشكل الشيخوخة أحد أهمّ هذه العوامل، بالإضافة إلى عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية مثل السمنة، السكري، ارتفاع الضغط الدموي، وغيرها. يمكن أن نضيف أيضا الإصابة بالعدوى أو التعرض المطول للمواد السامة، غير أنه لم يثبت تأثيرها بشكل علمي إلى حد الساعة.

كذلك تلعب العوامل الجينية دورا هاما في ظهور المرض، فقد وجد الباحثون أنّ 60٪ من المصابين يحملون الجين "Apolipoprotein-E4" أو "Apo-E4" ، كما يبدو أن الجين"SORL1" متدخل هو الآخر، لكن هذه الجينات تبقى عوامل متسببة في ظهور المرض فقط و ليست السبب الرئيسي، لأن بعض المصابين لا يحملون أي نوع من هذه الجينات، و بالمقابل نجد أنّ هناك من يحملها وهو غير مصاب.

في النهاية نجد الشكل الوراثي لمرض آلزهايمر و الذي نجده في أقل من 5٪ من الحالات، فلم يتم إدراج سوى 800 عائلة فقط مصابة بهذا النوع من المرض في العالم، يقدر احتمال انتقال مرض الزهايمر الوراثي من الأب إلى الإبن بـ50٪. و تظهر عادة أعراض هذا النوع من المرض في سن مبكرة "40 سنة".

ملاحظة: يمكن أن نجد ابنا مصابا بالمرض و والده كذلك، غير أنّ النوع ليس وراثيا بل هو ناتج عن تداخل مجموعة من العوامل التي أدت إلى ظهور المرض.   

4/ مراحل تطور مرض آلزهايمر ؟

تختلف أعراض المرض و شدة تطوره اختلافا كبيرا من شخص لآخر. المعلوم هو أنّ ظهور الأعراض الأولى للمرض دليل على أن تضرر الأعصاب قد بدأ منذ حوالي 10 سنوات على الأقل، و عادة ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الـ60، ليبلغ متوسط العمر المتبقي بمجرد ظهورها من 8 إلى 12 سنة. 

1/المرحلة الأولية : تتميز بفقدان للذاكرة القصيرة المدى، أي القدرة على تذكر المعلومات الحديثة (عناوين جديدة، رقم هاتف جديد، الخ). يحاول المصابون التغلب على الصعوبات التي تواجههم في هذه المرحلة بالكتابة أو اللجوء إلى الإستعانة بالأصدقاء و الأقارب. يمكن أن يصحب فقدان الذاكرة، تغير المزاج، الشرود، و الإرتباك، حيث يفقد المصاب قدرته على إيجاد الكلمات المناسبة و يعجز عن متابعة تسلسل الحديث مع الآخرين.

لكن هذه الأعراض لا تسمح لوحدها بالتشخيص، فقد تبقى ثابتة أو تخفّ تدريجيا لتختفي بمرور الوقت، أما في مرض الزهايمر فتزداد حدتها بمرور الوقت، كما ترفق بتدهور القدرات المعرفية الأخرى كالكلام، التعرف على الأشياء، أو القدرة على التخطيط للقيام ببعض الحركات المعقدة.

  2/المرحلة المتوسطة : في هذه المرحلة تزداد مشاكل الذاكرة سوءا لتصل إلى ذكريات الشباب و متوسط العمر، غير أنها لا تتاذى بقدر الذاكرة اللحظية. و تتميز بعجز المصابين على الإختيار و تضرر قدرتهم على إصدار الأحكام المناسبة، فنجد مثلا أنهم يواجهون صعوبات بالغة للتخطيط لأنشطتهم اليومية أو إدارة أموالهم بشكل منطقي.

يصبح الإرتباك في الزمان و المكان أكثر وضوحا في هذه المرحلة، و يظهر كذلك عجز المريض في التعبير عن نفسه شفهيا.

في نهاية هذه المرحلة، قد تظهر بعض المشاكل السلوكية أو التغيرات في سمات الشخصية، مثل الغضب، العدوانية، أو التلفظ بألفاظ بذيئة.  

3/ المرحلة المتقدمة أو النهائية : تصبح المراقبة الدائمة أو الإقامة في مركز متخصص ضرورية في هذه المرحلة، حيث تظهر بعض المشاكل النفسية مثل الهلوسة و التوهم، و التي تتفاقم نتيجة الإرتباك الشديد و الفقدان الحاد للذاكرة. تظهر كذلك مشاكل النوم و عجز المريض عن التحكم في البول.

يهمل المرضى نظافتهم الشخصية و قدرتهم على الإهتمام بأنفسهم، فمنهم من يعجز حتى عن الأكل بمفرده، و يمكن أن يتجول المصاب لساعات دون وعي إذا ما ترك دون رقابة.

4/ هل مرض الزهايمر قاتل؟ و كيف يمكن ان يموت مريض الزهايمر؟

في المراحل المتقدمة يعتبر مرض الزهايمر من الأمراض المميتة (مثل السرطان)، حيث يموت المرضى عادة نتيجة لعجزهم عن البلع بصورة طبيعية، فتنجح الأغذية، الشراب أو حتى اللعاب في الوصول إلى المجاري التنفسية و الرئتين، و تعتبر نتيجة مباشرة لتطور المرض.

5/ تشخيص مرض آلزهايمر :

ملاحظة: نسيان المفاتيح، بعض الأسماء، أو العناوين، لا يعني بالضرورة أنّك تعاني من تدهور الذاكرة، فالنسيان يمكن أن يكون طبيعيا في بعض المراحل من العمر كما يمكن أن يكون نتيجة لقلة الإنتباه، حتى و إن كان بصفة متكررة، فيمكن أن يشير إلى حالات اكتئاب أو قلق غير مشخصة، لذلك الطبيب وحده من يستطيع التشخيص بإجراء العديد من الفحوصات.

لإجراء التشخيص، يلجأ الطبيب إلى إجراء العديد من الفحوصات، فيبدأ بسؤال المريض مثلا حول وقت و كيفية ظهور الأعراض و شدة ترددها، تتبع ذلك اختبارات مختلفة لتقييم القدرات المعرفية، منها اختبارات الذاكرة، الكتابة، الرؤية، حل المشكلات و ما إلى ذلك.  ففي حالة حدوث ضعف في الذاكرة، و حتى مع الإهتمام و التركيز الشديد للمريض، تُظهر الإختبارات نتائج غير طبيعية بالنسبة للشخص المصاب.

فإذا أثبت الفحص وجود ضعف في الذاكرة، ينتقل الطبيب لإجراء فحوصات أخرى تسمح باستبعاد بعض المشاكل الصحية التي قد تكون مسؤولة عن ظهور نفس الأعراض: مثل ضعف الغدة الدرقية، نقص الفيتامين ب12، السكتة الدماغية، و غيرها.

إذا لزم الأمر، يجري الطبيب أيضا اختبارا لتصوير الدماغ (التصوير بالرنين المغناطيسي)، و الذي يسمح بمراقبة بنية و نشاط مناطق مختلفة من الدماغ، حيث يمكن أن يظهر التصوير ضمورا في مناطق معينة، و هو ما يميز تنكس الخلايا العصبية.

6/ التشخيص المبكر لمرض الزهايمر:

العديد من الأبحاث تجرى حول العالم بشكل مستمر، أملا في التوصل إلى وسائل تسمح بالتشخيص المبكر للمرض، أي بمجرد ظهور الضعف الخفيف للذاكرة أو حتى قبل ظهور الأعراض، نظرا إلى أنها لا تبدأ إلّا بعد وقت طويل من الإصابة بالمرض.   

اليوم، تظهر هذه الأبحاث، و التي لا تزال تجريبية، انه من الممكن الوصول إلى تشخيص مبكر عن طريق: اختبارات الذاكرة، اختبارات تصوير الدماغ، فحوصات الدم و السائل النخاعي.




 






google-playkhamsatmostaqltradent