ربط عنق الرحم
في حالات خاصة، يلجأ الطبيب إلى ربط عنق الرحم، حفاظا منه على صحة الجنين، فما هو هذا التدخل الجراحي؟ متى نلجأ إليه؟ هل يسمح ربط عنق الرحم بتجنب الولادة المبكرة ؟ و هل تحدث ولادة مبكرة بعد ربط عنق الرحم ؟
1/ متى يلجأ الطبيب إلى ربط عنق الرحم ؟
أحد المشاكل التي تصادف المرأة الحامل هو فتحة الرحم المتسعة، مما يمنع الرحم من أداء وظيفته المتمثلة في الإبقاء على الجنين طوال فترة الحمل، لذلك تحدث بعض المشاكل مثل الإجهاض التلقائي في الأشهر الأولى من الحمل، و الولادة المبكرة في الأشهر الأخيرة.
اتساع فتحة الرحم غالبا ما يكون وراثيا، لكنه يمكن أن يكون نتيجة لتدخل جراحي، أو اجهاض متعمد، وفي حالات نادرة يمكن أن يكون ناتجا عن التعرض لبعض المواد الكيميائية (مثل الديستيلبان "DISTILBENE").
يمكن أن نميز نوعين من ربط عنق الرحم:
1/ ربط عنق الرحم الوقائي: ويستعمل للوقاية بين الأسبوع الـ12 و الـ15 من انقطاع الحيض، إذا عانت المرأة في السابق من حالتي اجهاض تلقائي على الأقل أو حالتي ولادة مبكرة قبل الأسبوع الـ37.
2/ ربط عنق الرحم العلاجي: يتم اجراؤه في وضع استعجالي بين الأسبوع الـ16 و الـ24، بسبب تشخيص لاتساع فتحة عنق الرحم و الذي يصاحبه في بعض الحالات بروز نتوء من كيس ماء الجنين في المهبل.
2/ كيف يتم ربط عنق الرحم ؟
يتم ربط عنق الرحم باستخدام خيط غير قابل للإمتصاص، لتشكيل حلقة مغلقة حول العنق، تتم العملية عن طريق المهبل، و تكون المرأة الحامل تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي.
لا ينزع الخيط إلّا في نهاية فترة الحمل (بين الأسبوع الـ36 و الـ37 من انقطاع الحيض)، حتّى تصبح الولادة ممكنة.
هامّ: حتّى مع ربط عنق الرحم، لا يجب التوقف عن متابعة نصائح الطبيب و الالتزام بها لتجنب الولادة المبكرة.
3/ هل ربط عنق الرحم علاج فعال ؟
في الواقع، مع أنّ ربط عنق الرحم يستعمل بشكل كبير من طرف الأطباء في حالات فتحة الرحم المتسعة، إلّا أنّه لا يزال علاجا مثيرا للجدل. فبعض الدراسات تشير إلى أنّه لا يمنع الولادة المبكرة أو الإجهاض التلقائي في أغلب الحالات.
في النهاية يتفق جميع الأطباء على أن ربط عنق الرحم لا يملك أيّة آثار سلبية، و أنه من الأفضل أن يستخدم مع النساء اللاتي تملكن سوابق اجهاض و ولادات مبكرة مهمّة.
في كل الحالات، لا تتردّدوا في سؤال الطبيب عن إيجابيات و سلبيات العلاج الذي ينصحكم به للحفاظ على صحة حملكم و في النهاية صحة طفلكم.