كل ما ترغب في معرفته عن مرض باركنسون

الدكتور مكي هيثم
الصفحة الرئيسية

 مرض باركنسون 

مرض باركينسون

مقدمة:

يفوق عدد الحالات التي يتم تشخيصها بمرض باركنسون الـ300000 حالة كل عام، و تشير الإحصاءات إلى أنه بعد سن الـ65 يصاب شخص من أصل 100، و يرتفع الرقم بعد سن الـ70 حيث يصاب شخصان من كل مئة، فما هو مرض باركنسون و ماذا تعرف عنه؟ 

تعريفه :

مرض باركنسون "Parkinson" هو مرض يصيب الجهاز العصبي فيؤثر بشكل سلبي على الحركة، يكون تطور المرض تدريجيا، حيث يبدأ عادة برعشة خفيفة على مستوى احدى اليدين، لتتحول بعد ذلك إلى تباطئ و تصلب في الحركة .

يعدّ مرض باركنسون واحدا من أشهر الأمراض التنكسيّة، و هي الأمراض التي تتراجع فيها بنية الأعضاء أو الأنسجة المصابة و تزداد سوءا بمرور الوقت، ينتج إذا مرض باركنسون عن ضمور الخلايا العصبية في الدماغ، و لأن المنطقة المصابة في الدماغ تلعب دورا هاما في الحركة، فهو يؤدي شيئا فشيئا إلى ظهور حركات متصلبة و متشنجة لا يمكن السيطرة عليها.

علاج باركنسون حرفيا غير ممكن، لأن الضرر الذي يلحق بالخلايا العصبية يكون دائما للأسف، لكن بعض الادوية المتوفرة تقوم بتخفيف الأعراض بشكل فعال كما تقوم بتأخير تطور المرض، مما يسمح للمرضى بعيش حياة طبيعية قدر الإمكان لسنوات عديدة.

في بداية المرض يكون من السهل الخلط بين الأعراض الخاصة به وبين أعراض الشيخوخة، لأن الإضطرابات غالبا ما تظهر بين سنّ الخمسين و السبعين عاما، لكن مع تفاقمها يصبح التشخيص أكثر وضوحا، يجب الإشارة إلى أن الإضطرابات لا تظهر إلا بعد خمسة إلى عشرة سنوات من بداية المرض، أي بعد ظمور حوالي 60 الى 80 بالمئة من الخلايا العصبية في المادة السوداء.

الأسباب:

يبقى السّبب الرئيسيّ الذي يؤدي إلى موت الخلايا العصبية في مرض باركنسون مجهولا في أغلب الحالات، و مع ذلك يتفق العلماء على أن العديد من العوامل الجينية و البيئية لها دور بالغ الأهمية في ذلك ـو إن كان من الصعب تحديدها عند معظم المصابين- يشير العلماء أيضا بانّ دور العوامل البيئية أكبر من دور العوامل الوراثية في معظم الحالات، أمّا إذا ظهر المرض قبل سنّ الخمسين فعندئذ يكون للعوامل الجينية الدور الأهم.

من بين أهمّ العوامل البيئية المسببة للمرض، نذكر مايلي:

.التعرّض المبكر او المطول للمواد الكيميائية كمبيدات الاعشاب الضارّة و الحشرات.

.مخدر الـMPTP: يسبب مرض باركينسون بشكل مفاجئ ويؤدي إلى إعاقة دائمة و خطيرة (نزل المخدّر لأول مرة إلى الشارع على أنّه نوع جديد من الهيروين الصناعي و أدّى إلى ظهور مرض باركنسون عند مستهلكيه في سن مبكرة).

.التسمم بأحادي أكسيد الكربون أو المنغنيز.


أعراضه:

تظهر أعراض مرض باركنسون المتعلقة بالحركة بشكل غير متناسق، أي أنّها تصيب جهة واحدة فقط من الجسم، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الجهة المعاكسة بعد مرور عدة سنوات.

1/ في 70٪ من الحالات يكون أوّل الأعراض هو ارتعاش متزامن لا غرادي على مستوى اليد، ينتقل بعد ذلك إلى الرأس و الأطراف السفلية، ويظهر بشكل أوضح اثناء الراحة و خلال فترات القلق.

ملاحظة: يعرف هذا الارتعاش بارتعاش الراحة، و على عكس ارتعاش العمل فهو لا يظهر أثناء قيام المصاب بمجهود جسدي مثل رفع الاثقال او الرياضة.

 2/ انخفاض الارتعاش عند القيام بمجهود جسدي و عند النوم.

3/ تصلّب الأطراف، تصبح الحركات بطيئة، متصلبة و متشنجة، يصعب على المريض الشروع في القيام بها.

4/ مشية باركنسون المعروفة: وهي تتميز بخطوات صغيرة مع سحب القدمين على الأرض، الظهر المقوس، و اليدان الثابتتان او المتأرجحتان بشكل طفيف (عكس الإنسان السليم الذي تتأرجح يداه بشكل طبيعي أثناء المشي).   

بقية الأعراض تكون حسب الحالة و على حسب المريض:

.القلق و الاكتئاب.

.صعوبة البلع.

.اللعاب الغزير.

.خط ضيق بحروف جد صغيرة أثناء الكتابة.

.صوت مرتعش يخلو من التعابير مع صعوبة في تحريك الفك اثناء الكلام.

.انعدام ملامح الوجه و التعابير، بالإضافة إلى ندرة رمش جفون العين الطبيعي أو حتّى انعدامه.

.التشوش، الإرتباك، فقدان الذاكرة و غيرها من الإضطرابات العقلية تظهر في مراحل متأخرة من المرض.


ماهو الفرق بين مرض باركنسون و متلازمة باركنسون؟

قد تظهر على بعض المرضى أعراض مرض باركينسون، غير أنّه لا يتمّ تشخيص حالتهم بمرض باركنسون نفسه، في الواقع يمثل مرض باركنسون 85٪ من مجموع الامراض التي تتميز بنفس الاعراض و يطلق عليها اسم متلازمة باركنسون.

و مع أنّ هذه الأمراض تتشابه بشكل كبير من حيث الأعراض، إلّا انّها تختلف من حيث السبب الفيزيولوجي للمرض و بالتالي يكون العلاج مختلفا لكل مرض.

و من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور متلازمة باركنسون، نجد الصدمات الحادّة على مستوى الدماغ، بعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الدّوار، الصرع، ارتفاع ضغط الدم، و بعض الأمراض النفسية.


تطوّر المرض و المضاعفات:

مرض باركنسون هو مرض مزمن يتطور ببطئ و بشكل تدريجي على مرّ السنوات، و تختلف الأعراض من شخص لآخر، و لا يمكن قياس درجة تاثيرها على حياة المصاب بشكل دقيق لأنها تعتمد على طبيعة الأنشطة التي يمارسها المصاب في حياته اليومية:

.يتعايش بعض المصابين مع الأعراض لسنوات عديدة، أما البعض الآخر فيواجه صعوبات حركية بشكل أسرع و تصبح إعاقة يستحيل معها حصوله على حياة طبيعية.

.المشاكل النفسية التي يسببها المرض مثل الإكتئاب و التعب، تختلف هي الأخرى من شخص لآخر، بغضّ النظر عن مرحلة تطوره، حيث يجد بعض المصابون بأنها معيقة اكثر من الأعراض الحركية.

أهمّ الإضطرابات المصاحبة لمرض باركنسون:

.صعوبة التفكير: الإضطرابات الإدراكية تظهر في مرحلة متأخرة من المرض، و هي لا تستجيب بشكل مثالي للأدوية.

.اضطرابات المزاج: قد يعاني المريض من القلق، انعدام التحفيز أو الإكتئاب، و يكون علاجها سهلا في معظم الحالات.

 .مشاكل البلع: تظهر بشكل أوضح في الحالات المتقدمة، يؤدي البلع البطيئ إلى تراكم اللعاب في الفم و يصبح أكثر ازعاجا للمريض بمرور الوقت.

.اضطرابات النوم: يستيقظ المصابون بمرض باركنسون عادة في الليل، و لا ينهظون إلّا في وقت متأخر وقد ينامون طوال النهار.

.التبول: يسبب المرض مشاكل على مستوى المثانة، ممّا يفقد المريض قدرته على التحكم في البول، أو صعوبة في التبول.

الإمساك: من المضاعفات الشائعة، حيث يرجع إلى بطئ الجهاز الهظمي.

.اضطرابات الرائحة: يجد المريض صعوبات في التعرف على بعض أنواع الروائح، أو عدم القدرة على التمييز بينها.

.الآلام: يعاني بعض المصابين من الآلام، سواءا في جزء محدد من الجسم بشكل خاص، أو في الجسد بشكل عام.

.التعب و العجز الجنسي.


التشخيص:

لا يوجد لمرض باركنسون اختبار خاص يسمح بتشخصيه بشكل مباشر، في الواقع يقوم طبيب الأعصاب بإجراء فحص كامل للمريض بالإضافة إلى دراسة سوابقه المرضية، وبعد استبعاد جميع الامراض التي قد تؤدي إلى ظهور متلازمة باركنسون يتم التشخيص.

لذلك قد يطلب الطبيب من المريض القيام ببعض الفحوصات مثل معايرة الدم، أو الفحوصات الصورية فقط لاستبعاد بقية الأمراض.

و لتاكيد الإصابة بمرض باركنسون قد يصف الطبيب للمصاب دواء CARBIDOPA-LOVIDOPA ، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض باركنسون، وفي حالة انخفاض شدة الاعراض يتم تاكيد التشخيص بمرض باركنسون.


الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون:

حسب الإحصاءات فالرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء (لأسباب مجهولة).

يصيب المرض غالبا الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم سن الـ55 سنة.

الأشخاص الذين يكون أحد الوالدين عندهم مريضا، يكون احتمال إصابتهم مرتفعا خاصة إذا كانت الفترة التي تم فيها التشخيص في سن متقدمة. 











google-playkhamsatmostaqltradent