داء السكري: اعراضه، انواعه، اسبابه، علاجه

الدكتور مكي هيثم
الصفحة الرئيسية

 داء السكري

داء السكري تعريفه، انواعه، اسبابه، علاجه


1/ تعريفه : 

السكري هو خلل في امتصاص، استخدام، أو تخزين السكريات الناتجة عن تفكيك الأغذية. يترجم هذا بمستوى جلوكوز عالي في الدم.

  تتكون الأغذية من ليبيدات (دهون)، بروتينات (نباتية او حيوانية)، غلوسيدات (سكريات و نشويات)، تمر هذه المكونات عبر الأمعاء لتنتقل إلى الدورة الدموية و منها إلى الخلايا لتوفير الطاقة اللازمة لعمل الجسم بشكل مثالي . 

عندما نأكل يرتفع مستوى السكر في الدم ، فتتحول الغلوسيدات بشكل أساسي إلى جلوكوز ، يستشعر البنكرياس ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، فتقوم الخلايا بيتا التي تشكل مجتمعة بنية تعرف بجزر لانجرهانز بفرز الانسولين. يعمل الأنسولين كمفتاح حيث يسمح للجلوكوز بالدخول للخلايا : العضلات، الأنسجة الدهنية، الكبد أين يتم تحويله و تخزينه ، و بهذه الطريقة ينخفض مستوى السكر في الدم. 

من جهة أخرى نجد هرمون الجلوكاغون و هو المسؤول عن تحرير الجلوكوز المخزن في الكبد ، ويأتي دوره في حالة انخفاض نسبة السكر في الدم أو عندما يقل مستوى الطاقة عن المستوى الذي يحتاجه الجسم .

إنّ العمل المتناسق و المتوازن لهذه الهرمونات هو ما يجعل نسبة السكر ثابتة في الدم . ففي حالة السكري نجد هذا النظام لا يعمل بشكل مثالي .


2/ الفحص و التشخيص : كيف أعرف إن كنت مصابا بالسكري؟ 

يتم إجراء اختبار قياس نسبة السكر في الدم في مخبر للتحاليل الطبية، يشخص السكري إذا كانت نسبة السكر في الدم أكبر من أو تساوي 1٫26 غرام في اللتر بعد قياسها مرتين متتاليتين في دم الصائم (قبل فطور الصباح). أو إذا كانت أكبر من أو تساوي 2 غرام في اللتر في أي وقت من اليوم .   


3/ أنواعه : 

نميز نوعين من السكري بشكل أساسي ، النوع الأوّل و الذي يمثل 6٪ من مرضى السكري، و النوع الثاني و الذي يمثل 92 ٪، 

تمثل الأنواع الأخرى 2٪ و نذكر منها على سبيل المثال: مرض السكري الثانوي الناتج عن بعض الأمراض أو الأدوية. 


4/ داء السكري النوع الأوّل أو السكري المعتمد على الانسولين :

يتم اكتشافه عادة عند صغار السنّ : الأطفال، المراهقين و الشباب.

الأعراض : عطش شديد، بول غزير، فقدان الوزن السريع. 

ينتج هذا النوع عن اختفاء الخلايا بيتا في البنكرياس ، وهو ما يسبب نقصا كلّيا في الأنسولين. 

يعجز الجسم عن التعرف على الخلايا بيتا فيدمرها (يتم تدمير الخلايا بيتا بواسطة الاجسام المضادة ، الخلايا المناعية و اللمفاوية التي يصنعها الجسم نفسه). لذلك يطلق على النوع الأول اسم: مرض ذاتي المناعية . الجلوكوز الذي يعجز عن الدخول للخلايا لغياب الأنسولين يعود للدم فترتفع نسبة السكر في الدم.

الأسباب : يلعب العامل الوراثي دورا كبيرا ، كذلك للمحيط دور أيضا، أمّا الأسباب الأخرى فهي غير معروفة بشكل جيّد.

العلاج : الجسم عاجز عن إنتاج الأنسولين، لذلك فالحل الوحيد هو الإمداد بالأنسولين :

سواءا عن طريق الحقن (حقن الانسولين باستخدام إبرة أو قلم خاص). 

أو عن طريق مضخة الأنسولين و هي عبارة عن جهاز محمول أو مزروع يسمح بتزويد الجسم بالأنسولين بشكل متواصل. 

داء السكري و العامل الوراثي : 

يختلف تأثير العامل الوراثي في النوع الأوّل عن الثاني ، فإذا كان أحد الوالدين مريضا بالنّوع الثاني فاحتمال نقله للأبناء هو 40٪ ، أمّا إذا كان كلا الوالدين مريضا بالنوع الثاني فاحتمال نقله يصل إلى 70٪.
في ما يخص النوع الأول ، فإن احتمال نقله للأبناء يختلف من 4٪ إلى 8٪، بالتحديد 4٪ إذا كانت الأم مريضة و 8٪ إذا كان المريض هو الأب، أما إذا كان كلا الوالدين مريضا فاحتمال نقله للأبناء يصل إلى 30٪.


5/ داء السكري النوع الثاني :

بخلاف النوع الأول، فالنوع الثاني يظهر عادة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين سنة.

زيادة الوزن، السمنة، و قلة النشاط البدني تعدّ أهم أسباب الإصابة بداء السكري لدى الأشخاص المعرضين جينيا للإصابة به، نظرا لغياب الألم و الأعراض المعتبرة يمكن أن يمرّ تطوره لفترة طويلة من الزمن بشكل خفي، تقدر الفترة الممتدة من ظهور أول ارتفاع للسكر في الدم إلى غاية التشخيص بحوالي 5 إلى 10 سنوات . 

بالمقارنة بالنوع الأول فطريقة الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري مختلفة تماما و هي ناتجة عن : إمّا نقص في افراز الأنسولين و هو ما يعرف بنقص الأنسولين، أو أنّ الأنسولين يفرز بشكل طبيعي لكن الخلل في وظيفته و هو ما يعرف بمقاومة الأنسولين. 

الأسباب : ليس هناك سبب محدد للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، لكنّ هناك مجموعة من العوامل المساهمة : 

العامل الوراثي : غالبا ما تكون الإصابات بالسكري من نفس النوع موجودة في التاريخ الطبي للعائلة. 

النظام الغذائي الغير متوازن، السمنة، نقص النشاط البدني ...... 

العلاج : يتم علاجه في بداية الأمر باتخاذ تدابير صحية وقائية، ثم ننتقل بسرعة إلى الأدوية المضادة للسكري، لكن الفعالية لا تكون مثالية ما لم ترافق بنظام غذائي متوازن و نشاط بدني منتظم.

يعتبر النوع الثاني من داء السكري مرضا متطورا بمرور الزمن، فإذا أصبح نقص الأنسولين مهمّا و بعد التدرج في علاجه يمكن اللجوء لحقن الأنسولين في النهاية كمكمّل للعلاج.


6/ مضاعفات داء السكري :

يهدف العلاج في كل من النوعين إلى تعديل نسبة الجلوكوز في الدم. ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترة طويلة أو بصفة متكررة يؤثر بشكل سلبي على الأعصاب و الأوعية الدموية.

من أهم المضاعفات: العمى، إصابة الأقدام و الذي يمكن أن يؤدي إلى بترها في النهاية، النوبات القلبية، السكتات الدماغية و الفشل الكلوي.


7/ خاتمة :

للسكري نوعان رئيسيان يعتبر كل منهما مرضا مختلفا، لكنهما يشتركان في ارتفاع نسبة السكر في الدم، و لا يقل أحدهما خطورة عن الآخر، لذلك وجب التعامل معهما بجدية و الحرص على المداومة في العلاج.

مع تقدم الأبحاث الطبية كل يوم، يبقى داء السكري مرضا غير قابل للعلاج بشكل كلي، لكن المريض قادر على عيش حياة طبيعية تماما إذا راقب نسبة السكر في دمه و اتبع نظاما غذائيا متوازنا و مارس نشاطا رياضيا و داوم على أخذ علاجه.


 




















   

google-playkhamsatmostaqltradent