نعم، من الطبيعي تمامًا أن تشعر في مرحلة ما أن قناتك لا تعبّر عنك حقًا. وإعادة توجيه القناة خطوة ذكية، بل ضرورية أحيانًا، خصوصًا إن كنت لا تشعر بالانتماء لما تقدمه. لكن المفتاح هو أن تفعل ذلك بوعي لا بدافع التشتت أو الضغط.
لماذا تشعر أن قناتك لا تُشبهك؟
من أهم أسباب هذا الشعور:
-
اتباع ترندات لا تناسبك فقط من أجل المشاهدات.
-
تقليد صانعي محتوى آخرين دون أن يكون ذلك نمطك.
-
بدأت بهدف معين (كالتجربة أو الترفيه) وتحوّل المحتوى إلى شيء آخر تمامًا.
-
تطورت شخصيتك، لكن القناة ظلت عالقة في فكرة قديمة.
إذا شعرت بهذه التناقضات، فمن الطبيعي أن تحس بأن قناتك لم تعد تمثلك.
هل إعادة التوجيه تعني إغلاق القناة؟
لا إطلاقًا!
إعادة التوجيه لا تعني الحذف ولا البدء من الصفر، بل هي: ✨ تعديل المسار بما يتوافق مع شخصيتك وأهدافك الحالية.
مثل قبطان سفينة يُغيّر الوجهة، لا يغرق المركب.
متى تكون إعادة التوجيه فكرة جيدة؟
-
عندما تفقد الشغف الحقيقي بالمحتوى الذي تنشره.
-
إذا أصبحت القناة عبئًا نفسيًا بدلًا من أن تكون مصدر إبداع.
-
عندما تُجبر نفسك على التصوير فقط لأنك بدأت.
-
إذا رأيت أن جمهورك الحالي لا يتفاعل معك كما كنت تأمل.
-
عندما تفكر: "لو بدأت من جديد، لكنت اخترت شيئًا مختلفًا."
خطوات ذكية لإعادة توجيه القناة
1. اجلس مع نفسك وحدد: من أنت اليوم؟
اكتب: ما الذي تحبه؟ ما نوع المحتوى الذي يُلهمك؟ ما القيم التي تريد نقلها؟
2. راجع محتواك الحالي
-
أي فيديوهات تشعر بأنها قريبة لقلبك؟
-
ما الفيديوهات التي لا تفتخر بها؟
3. احذف أو أخفِ ما يتعارض معك بشدة
لا تخف من حذف أو إخفاء بعض الفيديوهات، لأن هويتك أهم من أي رقم.
4. ضع خطة محتوى جديدة
-
حدد المواضيع التي تُشبهك فعلًا.
-
اختر قالبًا يناسبك (سردي، تعليمي، صوتي، تحديات…).
5. أعلِن التغيير لمتابعيك
قدّم فيديو صادقًا تشرح فيه سبب التغيير، ولا تقلق إن انسحب بعض المتابعين – فالجمهور الجديد سيأتي لأنه يشبهك أنت.
تجارب يوتيوبرز أعادوا التوجيه بنجاح
قناة “رحلة فكر”
كانت البداية عشوائية ومليئة بالتشتت، حيث تنقّل صاحب القناة بين مواضيع متعددة دون رؤية واضحة، ونشر عدة فيديوهات لم تحقق أي تفاعل يُذكر.
لكن بعد فترة من التأمل والمراجعة، قرر التركيز على المحتوى الفكري بأسلوب قصصي ملهم، يمزج بين الفلسفة والتجارب الإنسانية.
هذا التوجه الجديد شكّل نقطة تحول، إذ بدأت القناة تجذب جمهورًا مهتمًا بالفكر العميق والسرد الهادئ، وحقق بذلك نجاحًا واضحًا وتفاعلًا متزايدًا مع كل فيديو جديد.
قناة “Dodet Kotob”
بدأت القناة كمشروع لمراجعة الكتب، حيث كانت ندى الشبراوي تُقدّم محتوى تقليديًا عن قراءاتها وآرائها في الكتب، لكنها شعرت مع الوقت أن هذا النوع من المحتوى لم يعد يُعبّر عنها كما يجب.
مرت بفترة إحباط بسبب التفاعل الضعيف وشعورها بالرتابة، فقررت تغيير الاتجاه.
اعتمدت على أسلوب السرد القصصي المستوحى من الكتب، حيث بدأت تحكي قصصًا ملهمة بأسلوبها العاطفي والشخصي، مما جذب جمهورًا واسعًا أحب طريقتها وشعر بالارتباط بمحتواها.
متى لا تعيد التوجيه؟
-
عندما تكون في حالة إحباط فقط، وليس رفضًا حقيقيًا للمحتوى.
-
إذا كنت تقارن نفسك دائمًا بآخرين وتريد "أن تشبههم".
-
إن كنت تفعل ذلك فقط لأن الفيديوهات لا تحصد مشاهدات كافية (فهذا طبيعي في البداية).
ما الفرق بين إعادة التوجيه والارتباك الإبداعي؟
إعادة التوجيه
-
قرار نابع من وضوح داخلي.
-
مرتبط بنموك كشخص.
-
يعطيك حماسًا جديدًا.
الارتباك الإبداعي
-
حالة مؤقتة من عدم الوضوح.
-
تختفي بعد أخذ راحة أو تجربة جديدة.
-
لا تحتاج لتغيير جذري.
💡 تأكد أن مشكلتك ليست ارتباكًا مؤقتًا قبل اتخاذ القرار.
الخلاصة: كن صادقًا مع نفسك
من حقك أن تُغيّر أسلوبك، أفكارك، وحتى نبرة قناتك على يوتيوب. هذا لا يعني الفشل، بل النضج والنمو. ليس المهم أن تبدأ صح، بل أن تصل في النهاية إلى ما يشبهك.
خاتمة المقال:
كل قناة تبدأ بفكرة، لكن أحيانًا تنمو الفكرة وتحتاج إلى وعاء جديد. إن لم تكن قناتك تعكس حقيقتك، فربما آن الأوان لتعيد توجيهها بطريقة تشبهك أكثر. ليس عليك أن تكون كما بدأت، بل أن تكون أنت، في أفضل نسخة ممكنة.
🎬 ابدأ اليوم. لا تنتظر لحظة “الكمال” – فالكمال يكمن في الصدق.