أشعر أنني أكرر نفسي في الفيديوهات – كيف أجد أفكارًا جديدة لقناتي؟

 الشعور بالتكرار أمر طبيعي يواجه كل صانع محتوى، حتى الأكثر إبداعًا. لا يعني ذلك أنك غير مُبدع، بل على العكس، هو إشارة إلى أنك أصبحت أكثر وعيًا بما تقدمه. الحل لا يكمن فقط في "اختراع" أفكار جديدة، بل في تطوير زاويتك، تجديد طرحك، وتوسيع أفقك. حين تغيّر طريقة النظر، ستتفاجأ بعدد لا نهائي من الأفكار كان أمامك دون أن تراه.

هاتف يعرض رمز شورتس يوتيوب يرمز إلى البحث عن أفكار مبتكرة وتجنب التكرار

الفرق بين تكرار النفس و تكرار الأسلوب؟

كثير من صناع المحتوى، خاصة بعد مرور عام أو أكثر على انطلاق قنواتهم، يصلون إلى لحظة يتساءلون فيها:

"هل أقول نفس الشيء كل مرة؟"

"هل ملّ الجمهور؟ أم أنني من مللت؟"

"هل نفدت أفكاري؟"

الحقيقة أن التكرار له شكلان:

  • تكرار "في الفكرة نفسها"، وهو أحيانًا مطلوب للتأكيد.

  • وتكرار "في الأسلوب"، وهو ما يخلق الملل والتشابه.

هذا المقال لا يعرض لك فقط طرق الخروج من التكرار، بل يكشف لك كنوزًا من مصادر الأفكار المتجددة التي ربما لم تتوقف عندها من قبل.

1. لماذا تشعر أنك تكرر نفسك؟

 لأنك تنشر بكثرة دون تجديد داخلي

قد تكون نشيطًا جدًا في النشر، لكن دون أن تمنح نفسك وقتًا للتغذية الفكرية، أو تجربة شيء جديد، أو رؤية من زاوية مختلفة.

 لأنك حصرت نفسك في قالب واحد

مثلاً: "أنا قناتي عن مراجعات الألعاب فقط"، أو "أنا أشرح الربح من الإنترنت فقط"، وهذا القيد يمنعك من التوسع في الزوايا.

❖ لأنك تنظر للأفكار على أنها "عناوين فيديوهات" لا "مشكلات تحلها"

المبدع الحقيقي لا يسأل: "ما العنوان الجديد؟"

بل يسأل: "ما السؤال الذي لم أجب عنه بعد؟"

2. كيف تكتشف أنك فعلاً تكرر نفسك؟

التكرار ليس في الكلمات، بل في:

  • سرد نفس القصة بنفس الطريقة.

  • اعتماد نفس المقدمة، ونفس البناء.

  • تقديم نفس الحلول دون تطوير.

  • تكرار الأمثلة أو الحالات.

لذلك، إن كنت تقول: "في هذا الفيديو سأشرح كيف تبدأ قناة يوتيوب"... للمرة العاشرة، بنفس الخطوات، وبنفس الأسلوب، فأنت تكرر نفسك حقًا.

لكن إن قدّمت نفس الموضوع من منظور مختلف، لجمهور مختلف، أو بإضافة جديدة، فأنت لا تكرر بل تُعمّق.

3. الحل: كيف تجد أفكارًا جديدة؟

✅ أولًا: راقب التعليقات والأسئلة

منجم الأفكار الحقيقي ليس في رأسك فقط، بل في جمهورك.

  • ابحث عن أسئلة تتكرر.

  • استخرج مشاكلهم غير المجابة.

  • اسأل متابعيك مباشرة: "ما الذي تتمنون أن أشرحه لاحقًا؟"

✅ ثانيًا: استخدم أداة “ما لا يعرفه الناس”

اجلس واسأل نفسك: "ما الشيء الذي أعرفه ولا يعرفه معظم جمهوري؟"

ثم اصنع حوله فيديو. هذا المعيار وحده يولّد لك عشرات الأفكار.

✅ ثالثًا: وسّع إطار المحتوى

إذا كنت تشرح مثلاً عن الربح من اليوتيوب، جرّب الحديث عن:

  • الجانب النفسي في بناء قناة.

  • تجاربك الشخصية (قصص واقعية).

  • مقابلات مع قنوات صغيرة.

  • تحليل قنوات ناجحة ولماذا نجحت.

نفس المجال، لكن بزوايا جديدة.

✅ رابعًا: غيّر الشكل قبل الفكرة

أحيانًا لا تحتاج إلى فكرة جديدة، بل إلى:

  • تنسيق مختلف: مقطع بدون مونتاج، أو بأسلوب وثائقي.

  • مشاركة جمهورك: اسألهم وعلّق على إجاباتهم.

  • تحدٍّ جديد: "ماذا يحدث لو بدأت قناة جديدة من الصفر؟"

4. مصادر إلهام جاهزة (خارج رأسك)

 Google Trends

ادخل كلماتك الأساسية وشاهد ماذا يبحث الناس اليوم.

 Answer The Public

يُظهر لك الأسئلة الأكثر شيوعًا حول أي موضوع.

 Reddit – Quora – المنتديات

أماكن فيها الناس يطرحون أسئلة بزاويا لم تخطر ببالك.

 قنوات أجنبية

تابع صناع محتوى بلغات أخرى، استلهم منهم دون تقليد حرفي. الفكرة قد تُصاغ في قالب عربي يختلف كليًا.

5. كيف تحوّل الفكرة الواحدة إلى سلسلة محتوى؟

الفكرة الجيدة لا تنتهي في فيديو واحد. إليك مثالًا:

الفكرة الأساسية: كيف تحصل على أول 1000 مشترك؟

تحوّلها إلى:

  • فيديو 1: كيف تختار نيتش يساعدك على النمو السريع؟

  • فيديو 2: 10 أفكار فيديوهات تجلب أول جمهور فعلي.

  • فيديو 3: كيف تطلب من الناس الاشتراك دون إزعاجهم؟

  • فيديو 4: تجربتي الشخصية في الوصول لأول 1000 مشترك.

  • فيديو 5: تحليل قنوات وصلت للهدف في شهر واحد.

هكذا، بدلاً من الضغط لاختراع 5 أفكار، طوّرت فكرة واحدة بذكاء.

6. لا تخف من إعادة تقديم أفكارك… بتجديد

أحيانًا تعود إلى فيديو قديم وتلاحظ أن أسلوبك اليوم أكثر نضجًا.
لمَ لا تعيد إنتاجه بشكل جديد؟
ليس "نسخًا"، بل إعادة طرح محسّن لجمهور جديد.

تذكّر: جمهورك لا يتابع كل فيديو نشرته. إعادة الفكرة بأسلوب متجدد ليست تكرارًا، بل خدمة للفكرة نفسها.

7. ماذا أفعل حين لا تأتيني أي فكرة؟ (حالات الجمود الإبداعي)

🧠 الحل هو التوقف… لكن بذكاء

لا تجبر نفسك على التصوير في لحظات الخمول الذهني.

جرّب:

  • تغيير البيئة التي تعمل فيها.

  • مشاهدة أفلام وثائقية أو قراءة كتب خارج مجالك.

  • محادثات عفوية مع أشخاص بعيدين عن اليوتيوب.

  • الذهاب في نزهة بدون هدف محدد.

الإلهام يأتي حين لا تطارده بشدة.

8. الأفكار في كل مكان… فقط كن مستعدًا لتلقّيها

احمل معك دفترًا صغيرًا أو استخدم تطبيق ملاحظات.
كل فكرة صغيرة تطرأ، دوّنها فورًا. لا تثق بذاكرتك.

بمرور الوقت، سيكون لديك مخزون شخصي لا ينفد من الأفكار… بعضها قد لا يُستعمل إلا بعد أشهر، لكنه يبقى هناك، جاهزًا حين تحتاجه.

 ملحوظة أخيرة: ليس المهم أن تكون فكرتك "جديدة عالميًا"

بل أن تكون جديدة على جمهورك.
قد تكون الفكرة مكررة عالميًا، لكن جمهورك لم يسمعها من أسلوبك، أو لهجتك، أو وجهة نظرك. وهنا يكمن السر.

في الختام: التجديد لا يعني الإبداع العبقري بل التنويع الذكي

في النهاية، لا تحمل عبء اختراع العجلة كل مرة. بل فكر كالتالي:

"كيف أقول شيئًا معروفًا بطريقة لم تُقَل من قبلي؟"

أنت لست آلة أفكار، بل صانع رؤى. كل زاوية جديدة، كل تجربة مررت بها، كل تعليق قرأته… يمكن أن يكون بذرة لفيديو جديد تمامًا.

فقط افتح عينيك، أنصت، وثق بأن الإبداع ليس نادرًا… بل يحتاج بيئة حاضنة وملاحظة ذكية.

أشعر أنني أكرر نفسي في الفيديوهات – كيف أجد أفكارًا جديدة لقناتي؟
الدكتور مكي هيثم

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent