أخاف من الفشل والانتقادات على يوتيوب – ماذا أفعل؟

 الخوف من الفشل والانتقادات أمر طبيعي يمر به كل صانع محتوى، لكن النجاح الحقيقي على يوتيوب لا يأتي من غياب هذه المخاوف، بل من القدرة على مواجهتها والتقدم رغم وجودها. الفشل ليس نهاية، بل هو جزء من الطريق، والانتقادات ليست دائمًا شيئًا سلبيًا، بل يمكن أن تكون وقودًا للتحسين والنمو.

 لماذا نشعر بالخوف من الفشل والانتقاد؟

1. الخوف من نظرة الآخرين:
   نقلق من أن نبدو “فاشلين” أمام الأصدقاء أو العائلة إذا لم تنجح القناة بسرعة.

2. المقارنة بالآخرين:
   عندما نرى قنوات تحقق آلاف المشاهدات، نشعر أننا متأخرون أو "لسنا جيدين بما يكفي".

3. المثالية الزائدة:
   نريد أن يكون أول فيديو مثاليًا، لذلك نؤجل النشر، ونخشى ألا يعجب الآخرين.

4. تجارب سابقة مؤلمة:
   ربما حاولت من قبل في شيء وفشلت، فيعود الشعور من جديد كلما هممت بالبدء.

الحقيقة التي يجب أن تعرفها: لا أحد يبدأ قوياً!

لا يوجد يوتيوبر كبير لم يشعر بالخوف في البداية. الفيديوهات الأولى لأي قناة تكون ضعيفة، هذا أمر طبيعي، بل ضروري! هي مرحلة التجربة والاختبار.

🔸 الدحيح مثلًا نشر عشرات الفيديوهات قبل أن يصبح مشهورًا.
🔸 قناة “رحلة فكر” مرت بفترة إحباط طويلة قبل أن تجد هويتها.
🔸 يوتيوبر صوتي جزائري لم يتجاوز 100 مشترك في عامه الأول، واليوم لديه جمهور وفيّ 

كيف تتعامل مع خوف الفشل؟

1. أعد تعريف الفشل

الفشل الحقيقي ليس أن تفشل، بل أن لا تحاول أبدًا.
كل فيديو لا يحصل على مشاهدات كثيرة هو تجربة تعليمية تُقرّبك من النجاح.
الفيديو السيئ يعلمك ما لا تفعله، والفيديو الجيد يريك ما تكرره.

2. ابدأ بما تملك، لا بما تتمنى

لا تنتظر الكمال، ولا تضغط على نفسك لتكون مثل المحترفين منذ اليوم الأول.
ابدأ بكاميرا هاتفك، بصوتك، بموضوع تحبه، ثم تحسّن تدريجيًا مع الوقت.

3. قَسّم أهدافك الكبيرة إلى خطوات صغيرة

بدلًا من أن تقول: “أريد أن أصل لـ100 ألف مشترك”، قُل:

• سأُنشر فيديو كل أسبوع.

• سأتعلّم مهارة جديدة كل شهر (تصميم، مونتاج، تحسين الصوت...).

• سأتفاعل مع 10 تعليقات يوميًا.

 وماذا عن الانتقادات المؤذية؟

 توجد أنواع من الانتقادات:

1. البنّاءة:
تعليقات تقول: “الصوت منخفض”، “الكاميرا تهتز”، “العنوان غير واضح”...
هذه مفيدة! احتفظ بها، طوّر بها نفسك.

2. الهدامة (السلبية بدون معنى):
مثل: “ممل”، “فاشل”، “لا تعرف شيئًا”، “من أنت؟”.
هنا يجب أن تفعل شيئًا بسيطًا: تتجاهلها تمامًا.

 كيف تبني حصانة نفسية ضد الكلام السلبي؟

• لا تأخذ الأمور بشكل شخصي. الانتقاد موجه للفيديو، لا لشخصك.

• افصل بين نفسك ومحتواك. الفيديو ليس أنت. هو فقط عمل تحسّنه مع الوقت.

• ضع “فلترًا نفسيًا”. اسأل: هل هذا الكلام يمكن أن أتعلم منه؟ إذا لا – تجاهله.

خطوات عملية للتغلب على الخوف:

1. اكتب مخاوفك على ورقة.
   حين ترى المخاوف مكتوبة، ستجد أن كثيرًا منها غير منطقي أو يمكن تجاوزه.

2. اصنع فيديو “تجريبي” لنفسك فقط.
   صوّر فيديو ولا تنشره. فقط شاهده. ثم حاول تحسينه، ثم جرّب غيره. هكذا تكسر الرهبة تدريجيًا.

3. شارك مع شخص تثق به.
   قبل أن تنشر للعامة، أرسل الفيديو لصديق داعم. سيساعدك على رؤية الجوانب الجيدة، ويخفف عنك التوتر.

4. حدد موعدًا للنشر والتزم به.
   حتى لو لم يكن الفيديو “كاملاً”، انشره. كلما نشرت، قلّ خوفك.

 قصص إلهام من صانعي محتوى تجاوزوا الخوف:

الاسم	البداية الصعبة	التحوّل
قناة “رحلة فكر”	عشرات الفيديوهات بلا تفاعل	التركيز على المحتوى الفكري السردي أوصل القناة للنجاح
ندى الشبراوي (Dodet  Kotob)	شعرت بالملل من مراجعات الكتب	تحوّلت لسرد قصصي ملهم بأسلوب شخصي وأثّرت في الجمهور
يوتيوبر جزائري بدون كاميرا	سنة كاملة دون 100 مشترك	استمرّ بصوته وسرده وجمع جمهورًا يحبّه لصوته فقط

 اجعل أسلوبك سلاحك

أقوى طريقة لمواجهة الخوف والانتقادات هي أن تطوّر أسلوبك الخاص. عندما يكون لك نكهتك الخاصة في تقديم المحتوى:

• تصبح أكثر ثقة.

• لا تقارن نفسك بالآخرين كثيرًا.

• تجذب جمهورًا يحبك لأصالتك، لا لتقليدك للآخرين.

💡 لا يوجد أسلوب واحد للنجاح. هناك “أسلوبك” الذي لم يجرّبه أحد بعد.

✨ الخاتمة:

صناعة المحتوى على يوتيوب ليست سهلة، لكنها مليئة بالفرص لمن يجرؤ على المحاولة. الخوف سيبقى، لكن لا تدعه يوقفك. الفشل لن يقتلك، بل سيقوّيك. الانتقادات لن تدمرك، بل ستُغربل جمهورك وتُظهر لك من يستحق أن تستمر لأجله.

انشر، تعلم، تطور، وكرر.
في النهاية، لن تندم على أنك بدأت، بل على أنك ترددت طويلاً قبل أن تبدأ.