إذا كانت فيديوهاتك على يوتيوب تحقّق مشاهدات جيدة، لكن من دول لا تستهدفها، فاعلم أن هذا قد يكون سببًا رئيسيًا في ضعف التفاعل، وانخفاض الأرباح، وركود نمو القناة، رغم جودة المحتوى الذي تقدمه.
السبب؟ ببساطة: الخوارزميات لا تعرف جمهورك بدقة – لأنها تستقبل إشارات خاطئة منك، سواء من العنوان، أو الكلمات المفتاحية، أو الترويج غير المدروس.
الحل يبدأ بفهم لماذا يحدث ذلك، ثم ضبط المحتوى والإعدادات لتوجيه القناة مجددًا نحو جمهورك الفعلي – في الدول التي تستهدفها فعلًا وتحقق منها أفضل النتائج.
في هذا المقال، سنكشف لك الأسباب الخفية، ونمنحك خريطة عمل واضحة لاسترجاع جمهورك الحقيقي وتعزيز فعالية قناتك.
أولًا: لماذا من المهم أن تأتي المشاهدات من الدول المستهدفة؟
الإعلانات تختلف من بلد لآخر:
مثلًا، الإعلان الذي يظهر في السعودية أو أمريكا سعره أعلى من الإعلان في دول مثل الهند أو بنغلاديش.
وبالتالي، جمهورك يؤثر مباشرة على أرباحك من يوتيوب.
تفاعل الجمهور يحدد نمو القناة:
التفاعل (تعليقات، لايكات، اشتراكات) من جمهور غير مهتم قد يكون منخفضًا، ما يُرسل إشارات سلبية إلى الخوارزميات.
المحتوى الجيد لا يعني شيئًا إذا لم يصل للجمهور المناسب:
قد تصنع فيديو مفيدًا جدًا لمجتمعك، لكن إن وصل لمجموعة لا تفهم اللغة أو لا يهمها الموضوع، فلن تحصل على النتائج المرجوة.
ثانيًا: الأسباب المحتملة لمشكلة المشاهدات من دول غير مستهدفة
1. استخدام كلمات مفتاحية عامة جدًا أو بلغة غير مناسبة
مثال: إذا كنت تنشئ محتوى تقنيًا باللغة العربية، لكنك تضع كلمات مفتاحية مثل "tech", "best phone", "review"، فقد تظهر فيديوهاتك في نتائج بحث أجنبية.
2. العنوان أو الوصف لا يحتوي على إشارات جغرافية
إذا لم تُظهر في العنوان أو الوصف أنك تخاطب جمهورًا عربيًا أو من دولة معينة، فإن الخوارزميات تعتبر الفيديو عامًا ويمكن اقتراحه عالميًا.
3. المحتوى المرئي لا يعكس الهوية
إذا كنت تتحدث بالعربية لكن الصور واللقطات مأخوذة من بيئات أجنبية، قد يظن يوتيوب أن الفيديو موجه للجمهور العالمي.
4. اختيارات الترجمة التلقائية أو الترجمة اليدوية
عند تفعيل الترجمة التلقائية أو رفع ترجمات بلغات أجنبية، فأنت تُتيح للفيديو الظهور في محركات البحث بلغات غير لغتك الأساسية.
5. نشر روابط الفيديو في مجموعات أو منتديات أجنبية
هل شاركت روابط فيديوهاتك في Reddit أو Facebook أو TikTok لجماهير غير عربية؟ قد يكون ذلك سببًا رئيسيًا لوصول الفيديو لدول غير مستهدفة.
6. سلوك المشاهدين الأوائل
يوتيوب يعتمد على تفاعل أول 1000 مشاهد لتحديد من يستحق أن يُعرض عليهم الفيديو. إن كان أول من شاهدوه من دول أجنبية، فقد تستمر الخوارزميات في دفع الفيديو في نفس الاتجاه.
ثالثًا: كيف تعالج هذه المشكلة وتُعيد الجمهور المستهدف لقناتك؟
1. استخدم كلمات مفتاحية عربية مستهدفة
بدلاً من استخدام "top phones 2024"، اكتب:
"أفضل الهواتف في السعودية 2024"
"أقوى موبايل في الجزائر بسعر متوسط"
2. أضف إشارات مكانية إلى العنوان والوصف
لا تكتفِ بكتابة "شرح الربح من التيك توك"، بل أضف مثلًا:
"للمبتدئين في مصر – كيفية الربح من التيك توك"
3. راجع إعدادات اللغة والموقع الجغرافي للقناة
-
اذهب إلى [YouTube Studio > الإعدادات > القناة > معلومات عامة] وحدد البلد المستهدف واللغة الأساسية.
4. تجنب تفعيل الترجمات التلقائية دون داعٍ
-
إن لم تكن تحتاج فعليًا لجمهور عالمي، لا تضف ترجمات بلغات لا تخدم قناتك.
5. عدّل في الصورة المصغرة لتناسب الهوية المحلية
-
استخدم خطًا عربيًا، أو رموزًا بصرية تعكس الثقافة المحلية.
6. خصص الحلقات المقبلة للجمهور المستهدف مباشرة
-
قل في بداية الفيديو: "مرحبًا بجمهوري في المغرب والسعودية"،
-
وادعُهم للتفاعل بما يوضح مكانهم (مثلاً: "اكتب من أي مدينة تشاهدني").
7. تجنب الترويج العشوائي للفيديو في مجموعات غير مهتمة
هل المشاهدات من دول غير مستهدفة تضر القناة؟
✅ أحيانًا تكون مفيدة:
-
إذا كان المحتوى فعليًا مفيدًا لجمهور عالمي (مثلاً: شروحات برامج، تجارب تقنية، محتوى عالمي التوجه).
-
إذا كانت الدول غير المستهدفة تملك CPM مرتفعًا (مثل ألمانيا، أمريكا، كندا).
❌ لكن غالبًا تضر على المدى الطويل:
-
لأنها تقلل من التفاعل الحقيقي.
-
وتُربك الخوارزميات حول من هو الجمهور المناسب.
نصائح إضافية:
-
حاول نشر بعض الفيديوهات التي تتحدث عن مشاكل أو مواضيع محلية فقط لجذب الجمهور الصحيح.
-
استخدم ميزة "Analytics" لتحديد أي فيديوهات تجلب الجمهور غير المرغوب ثم حد من الترويج لها.
-
جرّب استهداف بلدك في Google Ads (إعلانات ممولة) لفيديو محدد لزيادة التوازن الجغرافي.
✨ الخاتمة:
في يوتيوب، المشاهدات وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون من الجمهور الصحيح، في المكان الصحيح، وفي الوقت الصحيح.
إذا كانت فيديوهاتك تصل إلى جمهور غير مستهدف، فلا تقلق، بل استغل هذه الفرصة لتحسين استراتيجيتك.
ركّز على الكلمات المفتاحية، الهوية البصرية، واللهجة التي تستعملها، وستبدأ في جذب الجمهور الذي تريده بالفعل.
