هل تكرار نفس نوع المحتوى يؤثر سلبيًا على قناة اليوتيوب؟

 نعم، تكرار نفس نوع المحتوى بدون تنويع أو تطوير قد يؤدي إلى تراجع نمو قناتك على اليوتيوب، لأنه يخلق حالة من "الملل الرقمي" لدى المشاهدين، وقد تُصنفه خوارزميات يوتيوب كمحتوى مكرر لا يستحق الدفع أو التوصية. 

لكن ذلك لا يعني أن التخصص خطأ، بل إن السر يكمن في كيفية تقديم النوع نفسه بطرق متجددة وجذابة.

ما الفرق بين التخصص والتكرار؟

التخصص: ما يحتاجه كل صانع محتوى

التخصص هو أن تركز قناتك على مجال معين: الألعاب، التقنية، الطهي، الكتب، المقالب… إلخ. هذا شيء رائع ومطلوب، لأنه يساعد الخوارزميات والمشاهدين على فهم ما تقدمه.

التكرار: ما يدمر أي قناة تدريجيًا

التكرار هنا لا يعني الالتزام بالمجال، بل تكرار نفس الشكل، الفكرة، الأسلوب، الإضاءة، العنوان، وحتى العبارات المستخدمة.

مثال توضيحي:

• ✅ شخص ينشر فيديوهات عن مراجعة التطبيقات، ولكن كل مرة يُجرب تطبيقًا جديدًا بأسلوب جديد.

• ❌ شخص ينشر كل أسبوع نفس الفيديو بعنوان "أفضل 3 تطبيقات لهذا الأسبوع" بنفس الأسلوب دون أي تغيير.

لماذا تعتبر خوارزميات يوتيوب التكرار نقطة ضعف؟

1. انخفاض التفاعل

عندما يرى المشاهد نفس الفكرة بنفس الأسلوب، يبدأ في تخطي الفيديوهات أو تجاهلها. هذا يؤدي إلى:

• انخفاض معدل النقر (CTR)

• تراجع مدة المشاهدة (Watch Time)

• تقليل نسبة التوصيات من يوتيوب

2. المحتوى المكرر يُقلل من فرص الظهور

يوتيوب لا يريد أن يُوصي بمحتوى لا يقدم جديدًا. وإذا شعر بأن القناة لا تضيف للمستخدم أي قيمة جديدة، سيبدأ تلقائيًا في تقليل ظهورها في صفحة "الرئيسية" أو "الفيديوهات المقترحة".

علامات تدل على أن قناتك تعاني من التكرار

• نسبة النقر على الفيديوهات تنخفض مع مرور الوقت

• لا يوجد نمو في عدد المشتركين رغم الاستمرارية

• التفاعل من المشاهدين (تعليقات، إعجابات، مشاركة) يتراجع

• الفيديوهات القديمة تحقق مشاهدات أكثر من الحديثة

كيف تقدم نفس النوع من المحتوى بطريقة غير مكررة؟

1. غيّر أسلوب التصوير أو المونتاج

التجديد البصري يؤثر جدًا، حتى لو كانت الفكرة متكررة. استخدم زوايا جديدة، أضف مؤثرات، غيّر الخلفية.

2. استخدم عناوين جذابة مختلفة

بدلًا من “أفضل 5 ألعاب”، جرّب:

• "ألعاب لازم تجربها قبل نهاية السنة!"

• "لعبة رقم 3 راح تبهرك"

• "أغرب لعبة في السوق الآن!"

3. قدّم تنوعًا داخل نفس المجال

لو كنت تقدم محتوى طبخ، جرّب سلاسل مثل:

• "أكلات بخمس مكونات فقط"

• "تحديات الطبخ في 10 دقائق"

• "أشهر وصفات من دول عربية"

4. شارك رأيك أو قصتك الشخصية

بدل أن يكون المحتوى كله تقنيًا أو معلوماتيًا فقط، أضف طابعًا شخصيًا: "تجربتي مع تطبيق كذا" أو "لماذا لم أحب اللعبة كذا؟"

5. استطلع آراء المتابعين

اطلب من جمهورك اقتراح أفكار جديدة في التعليقات. قد تفاجأ بأفكار مبدعة لم تخطر على بالك.

متى يجب عليك تغيير نوع المحتوى كليًا؟

تغيير نوع المحتوى أمر حساس، ولا يُنصح به إلا في هذه الحالات:

• إن لم تعد تستمتع بإنشاء نفس النوع من الفيديوهات

• إن لاحظت أن جمهورك تغير أو لم يعد متفاعلًا

• إذا كانت لديك رغبة حقيقية في تجربة نيتش جديد وتشعر أنه يمثل شغفك الحالي

لكن حتى في هذه الحالة، يمكنك الانتقال التدريجي لا المفاجئ.
مثلاً: من "تجارب تقنية" إلى "مقارنات بين أدوات العمل" ثم إلى "نصائح إنتاجية باستخدام التقنية".

التكرار القاتل… أو التخصص الناجح؟

صحيح أن اليوتيوب يُكافئ الاستمرارية، لكنه لا يكافئ الجمود. تكرار نفس المحتوى بنفس الطريقة قد يكون سببًا في فقدان جمهورك ببطء دون أن تنتبه.
إن سر النجاح على يوتيوب ليس فقط فيما تُقدّمه، بل في الطريقة التي تطوّر بها تقديمك مع كل فيديو.

✨ تذكّر دائمًا: أن تكون متخصصًا لا يعني أن تكون مكررًا. فاجئ جمهورك، فاجئ نفسك، ودع كل فيديو يحمل بصمة متجددة منك.