نعم، من الطبيعي أن تشعر بالخجل… ولكن لا تجعل هذا الشعور يوقفك!
في بداية رحلتك على يوتيوب، قد تشعر بحماسة داخلية لصناعة المحتوى، لكن بمجرد التفكير في أن يشاهد أصدقاؤك المقاطع التي تنشرها، يتسلل إليك الخجل والقلق وربما حتى الإحراج. تبدأ الأسئلة تدور في رأسك:
"ماذا لو ضحكوا علي؟"
"هل سيأخذونني على محمل الجد؟"
"هل محتواي جيد بما يكفي ليشاهده من يعرفني؟"
إذا كنت تشعر بذلك، فاعلم أنك لست وحدك! هذا الإحساس شائع جداً بين المبتدئين، بل وحتى بعض اليوتيوبرز الكبار اعترفوا بأنهم مرّوا بنفس المرحلة في بداياتهم.
في هذا المقال، سنشرح لك لماذا هذا الشعور طبيعي، وكيف تتجاوزه بثقة، ولماذا يمكن أن يكون مشاركة قناتك مع الأصدقاء خطوة مهمة في نموك الشخصي والمهني. هيا نبدأ!
لماذا أشعر بالخجل من مشاركة قناتي؟
الشعور بالخجل لا يأتي من فراغ، بل من أسباب نفسية واجتماعية حقيقية:
1. الخوف من التقييم أو السخرية
قد تخشى أن يسخر أحدهم من صوتك، شكلك، طريقتك في التقديم، أو حتى من الفكرة التي تناقشها. هذا الخوف طبيعي، لكن تذكر: الناس لا يهتمون بقدر ما تعتقد!
2. عدم الثقة الكافية بالنفس أو المحتوى
في البداية، قد لا تكون واثقاً تماماً من جودة ما تصنع، فتخشى أن تُعرض نفسك أمام من يعرفك. ومع الوقت، ستدرك أن التحسن يأتي بالممارسة فقط.
3. الفصل بين "الحياة الواقعية" و"الحياة الرقمية"
كثير من الناس يشعرون أن ما ينشرونه على الإنترنت لا يجب أن يكون مكشوفاً أمام العائلة أو الأصدقاء، لأنهم اعتادوا على نمط معين من العلاقات.
4. القلق من نظرات الناس
"هل سيظنون أني أبحث عن الشهرة؟"
"هل سيعتقدون أنني أتفاخر؟"
هذه التساؤلات شائعة… لكنها لا يجب أن تمنعك من التعبير عن نفسك.
هل هذا الشعور طبيعي؟ نعم، بل أكثر مما تتخيل!
في الحقيقة، الغالبية العظمى من صانعي المحتوى يشعرون بهذا التوتر في البداية.
حتى اليوتيوبر الشهير "Ali Abdaal"، الذي يملك ملايين المتابعين، اعترف بأنه أخفى قناته عن أصدقائه لفترة طويلة لأنه كان يخشى من أحكامهم.
بل أن الكثير من المؤثرين يبدؤون أولاً باستخدام أسماء مستعارة، أو يصنعون حسابات منفصلة تماماً لا يتابعهم فيها أحد يعرفهم شخصياً.
هذا الخجل لا يدل على ضعف، بل على حرصك واهتمامك.
كيف تتجاوز الخجل من مشاركة قناتك؟
1. ذكّر نفسك بسبب بدايتك
لماذا بدأت قناتك؟ هل كان هدفك التعليم؟ الإلهام؟ الترفيه؟ إذا كنت تؤمن بهدفك، فلا يجب أن تخجل منه. كل من بدأ قبلك مرّ بنفس المخاوف.
2. افصل بين "الخجل" و"الخوف من الفشل"
أحياناً، الخجل ليس سوى قناع لخوف أعمق: الخوف من أن تفشل أمام من يعرفك. لكن الحقيقة أن الفشل جزء طبيعي من أي تجربة تعلم.
3. ابدأ بمشاركة القناة تدريجياً
-
شاركها أولاً مع شخص تثق به كثيراً.
-
ثم شاركها مع مجموعة صغيرة.
-
ولاحظ أن ردود الفعل ليست سيئة كما تتوقع.
4. استخدم عبارات تهدئ القلق
-
"أنا أتعلم وأجرب"
-
"لا بأس إن لم تعجبهم"
-
"كل شخص يبدأ من مكان ما"
هذه الجمل البسيطة يمكن أن تقلل الضغط الداخلي الذي تشعر به.
استراتيجيات للتعامل مع هذا الشعور
✅ افترض الأسوأ… ثم انظر إلى الواقع
تخيل أسوأ سيناريو ممكن: أن يسخر أحدهم من فيديوهاتك. ماذا بعد؟ هل حياتك ستنتهي؟ طبعًا لا. الحقيقة أن 90% من الناس لا يهتمون بهذا القدر.
✅ لا تتوقع الدعم الكامل من البداية
من الطبيعي ألا يهتم بعض أصدقائك بما تقدمه. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي. الدعم الحقيقي يأتي غالباً من جمهورك الذي لا يعرفك!
✅ استخدم الخجل كوقود للتحسين
بدلاً من أن تهرب من الخجل، استخدمه كأداة لمراجعة محتواك وتحسينه. قل لنفسك: "إذا كنت أشعر بالحرج، فربما أحتاج لتعديل هذا أو تحسين ذاك."
هل مشاركة قناتي مع الأصدقاء تسرّع نجاحي على يوتيوب؟
🔸 الجانب النفسي: الدعم المعنوي من الأقارب والأصدقاء
-
الأصدقاء المقربون قد يشكلون أول جمهور وفيّ لك.
-
تعليقاتهم قد تساعدك في تحسين الفيديوهات.
-
دعمهم قد يشجعك على الاستمرار في الأوقات الصعبة.
🔸 الجانب العملي: الزيارات الأولية والتفاعل
-
يوتيوب يهتم بالتفاعل المبكر، وكل لايك أو تعليق في أول ساعات النشر يساعد في تعزيز الفيديو.
-
الأصدقاء يمكن أن يكونوا الشرارة الأولى لنشر مقاطعك في مجموعات أو دوائر أوسع.
🔸 الجانب التحفيزي: زيادة الثقة بالنفس
-
كل مرة تشارك فيها الفيديو، تقل نسبة الخجل تدريجيًا.
-
ثقتك بنفسك تنمو مع كل خطوة صغيرة تتجاوز فيها خوفك.
ماذا أفعل إذا شعرت بأن أصدقائي لا يهتمون بمحتواي؟
لا مشكلة إطلاقًا!
ليست كل الصداقات مبنية على الاهتمامات المشتركة. بعض الأصدقاء سيحبون قناتك، والبعض الآخر لا. وهذا طبيعي تماماً.
ركّز على جمهورك الحقيقي
أنت تصنع محتوى لمن يهتم به، وليس بالضرورة لمن يعرفك فقط. جمهورك الحقيقي هو من يبحث عن فيديوهاتك على يوتيوب ويشترك لأنه وجد قيمة في ما تقدمه.
جمل تحفيزية تذكرها دائماً
-
"كل نجم بدأ من العتمة."
-
"من لا يغامر لا يتقدم."
-
"الخجل لا يعني التراجع، بل يعني أنك إنسان."
الخاتمة: واجه الخجل، لأنه أول عتبة في طريقك للنجاح!
إذا شعرت بالخجل من مشاركة قناتك، فلا تعتقد أنك وحدك. بل اعتبر نفسك إنسانًا واعيًا وطبيعيًا. ولكن لا تسمح لهذا الشعور أن يحرمك من فرصة حقيقية لتحقيق أحلامك.
ابدأ خطوة خطوة، وشارك قناتك تدريجيًا، ومع الوقت ستضحك على نفسك وتتساءل: "لماذا كنت أخجل من شيء أنا فخور به؟"
النجاح لا ينتظر من لا يخطو… شارك، وابدأ، وثق أن المستقبل يخبئ لك ما يستحق.❤️