أشعر أن محتواي على يوتيوب غير مهم – كيف أعرف إن كان مفيدًا؟

 لا تحكم على قيمة محتواك قبل أوانه!

من الطبيعي أن ينتابك شعور بأن المحتوى الذي تصنعه على يوتيوب "غير مهم"، خاصة حين لا ترى تفاعلًا مباشرًا، أو تقارن نفسك بغيرك من اليوتيوبرز الكبار. لكن الحقيقة أن فائدة المحتوى لا تُقاس باللايكات فقط، بل بالأثر الصامت الذي قد لا تراه فورًا.

كل فكرة صادقة، كل فيديو يصنع بابتكار، يحمل قيمة. السؤال الحقيقي ليس: "هل المحتوى مهم؟" بل: "لمن هو مهم؟ وهل أصلت إليه؟"
في هذا المقال، سنساعدك على اكتشاف ما إذا كان محتواك مفيدًا، وكيف تطوّره ليلامس قلوب جمهورك 

حاسوب محمول وهاتف ذكي وكاميرا موضوعون على الطاولة يرمزون إلى تقييم أهمية محتوى يوتيوب

لماذا تشعر أن محتواك غير مهم؟

قد تعود مشاعر الشك والقلق إلى الأسباب التالية:

1. قلة التفاعل في البداية

ربما رفعت عدة فيديوهات ولم تحصل على مشاهدات أو تعليقات تُشعرك أن هناك من يهتم. هذا طبيعي جدًا، فالغالبية من اليوتيوبرز لا يرون نتائج ملموسة قبل مرور عدة أشهر من النشر المستمر.

2. المقارنة بالآخرين

حين تشاهد من يملك آلاف المشاهدات، قد تقول لنفسك: "ما الذي أضيفه أنا؟"
لكن تذكّر: هؤلاء بدأوا من الصفر أيضًا. ومحتواك مختلف، حتى لو بدا بسيطًا.

3. ضعف الثقة بالنفس

ربما تقول لنفسك: "من أنا لأُعلّم أو أُلهِم؟"
لكن الواقع أن كل إنسان لديه قصة، تجربة، أو أسلوب يمكن أن يكون مفيدًا لشخص آخر.

كيف تعرف إن كان محتواك مفيدًا فعلًا؟

1. هل يساعد شخصًا – ولو واحدًا؟

الفائدة لا تعني أن الآلاف يضغطون "أعجبني"، بل أن شخصًا واحدًا شعر أن الفيديو غير شيئًا في يومه أو أفكاره.

اقرأ هذه الرسائل البسيطة التي قد تصلك في المستقبل:

  • "فيديوك ساعدني أتجاوز يومًا صعبًا."

  • "أخيرًا فهمت هذا الموضوع بفضل شرحك."

  • "ضحكت من قلبي لأول مرة منذ فترة."

كل رسالة من هذه هي برهان أن محتواك مهم جدًا.

2. هل يحل مشكلة – ولو صغيرة؟

الفيديوهات المفيدة غالبًا تحل مشكلات، حتى وإن بدت بسيطة، مثل:

  • كيفية ربط سماعات بلوتوث 🎧

  • أفكار هدايا للأصدقاء 🎁

  • نصائح لمراجعة الدروس بفعالية 📚

قد ترى أن هذه أفكار "عادية"، لكنها بالنسبة للبعض "إنقاذ حقيقي".

3. هل يعكس شغفك؟

عندما تتحدث بحماس عن موضوع تحبه، ينتقل هذا الشعور للمشاهدين. وهذا وحده قيمة.
حتى لو لم يكن المحتوى تعليميًا بحتًا، فإن الصدق في الحديث، والبساطة، والتركيز، تجعل المحتوى مُلهمًا.

علامات تدل على أن محتواك له قيمة فعلًا

1. لديك مشاهدون يُكملون الفيديو حتى النهاية

يُعتبر "متوسط مدة المشاهدة" من أقوى مؤشرات جودة المحتوى.
إنه يعني أن من يشاهد يجد المحتوى مفيدًا بما يكفي ليبقى حتى النهاية.

2. الناس يعودون للمزيد

لو لاحظت أن هناك من يشاهد أكثر من فيديو على قناتك، فهذه علامة على أن أسلوبك مميز ويستحق الاستمرار.

3. التعليقات الإيجابية – حتى لو قليلة

لا تهتم بعددها، بل بنوعيتها. تعليق واحد يقول:  "أحببت طريقة شرحك"
أفضل من 100 لايك بلا معنى.

 كيف تطوّر محتواك ليصبح أكثر فائدة؟

 1. اعرف جمهورك

من تحاول أن تساعد؟ مَن هو الشخص الذي تتخيله عندما تصور؟
كلما كنت واضحًا في من تخاطبه، كلما أصبح المحتوى أعمق تأثيرًا.

 2. اسأل متابعيك

جرّب نشر منشور:   "ما المواضيع التي تحب أن أتناولها؟"

هذه الخطوة البسيطة قد تفتح لك أبوابًا جديدة.

 3. طوّر أسلوبك

قد يكون المحتوى مفيدًا، لكن تقديمه ممل أو مشتت. جرّب:

  • تقليل التكرار

  • زيادة الأمثلة

  • تحسين جودة الصوت والصورة

  • تنظيم الأفكار داخل الفيديو

 4. ركّز على القيمة مقابل الوقت

اسأل نفسك دائمًا: "هل هذا الفيديو يضيف شيئًا خلال أول 30 ثانية؟"
إن لم يكن، راجع المقدمة.

قصص واقعية: كيف تحوّل الشك إلى يقين؟

 1. Cassey Ho – قناة Blogilates

بدأت كاسي هو قناتها في عام 2009 بفيديو بسيط لتعليم تمارين البيلاتس، دون معدات احترافية أو خبرة في التصوير. واجهت صعوبات في البداية، لكنها استمرت في تقديم محتوى رياضي بأسلوبها الخاص. مع مرور الوقت، أصبحت قناتها "Blogilates" من أبرز القنوات في مجال اللياقة البدنية، حيث يتابعها ملايين الأشخاص حول العالم.

 2. Rikki Poynter – ناشطة ومؤثرة صماء

ريكي بوينتر، صانعة محتوى صماء، بدأت قناتها بمحتوى تجميلي، لكنها شعرت بعدم الرضا. قررت تحويل قناتها للتركيز على قضايا مجتمع الصم والتوعية بأهمية الترجمة النصية في الفيديوهات. رغم التحديات، أصبحت صوتًا مؤثرًا في دعم حقوق الصم على الإنترنت.

 3. قناة Made With Lau – عائلة تتحدى الصعاب

خلال جائحة كورونا، فقدت عائلة Lau مصدر دخلها. قرر الابن "راندي" توثيق وصفات والده الكانتونية التقليدية على يوتيوب. رغم بساطة الإنتاج، لاقت القناة رواجًا كبيرًا، وأصبحت مصدر دخل جديد للعائلة، مع ملايين المشاهدات.

 4. Marques Brownlee – MKBHD

ماركوس براونلي بدأ قناته التقنية وهو في سن المراهقة، بمراجعات بسيطة للأجهزة. رغم المنافسة الشديدة، استمر في تطوير محتواه وتحسين جودته. اليوم، يُعتبر من أبرز المراجعين التقنيين على يوتيوب، مع أكثر من 19 مليون مشترك.

5. Hannah Hart – My Drunk Kitchen

هانّا هارت بدأت قناتها بفيديو ساخر تطهو فيه وهي تحت تأثير الكحول. لم تتوقع أن يلقى الفيديو رواجًا، لكنه انتشر بسرعة. استمرت في تقديم محتوى يجمع بين الطهي والكوميديا، وأصبحت من أبرز صناع المحتوى في هذا المجال.


أمثلة على محتوى بسيط لكنه مهم

نوع الفيديو              يبدو بسيطًا...             لكنه مهم لأنه...
روتين صباحي               "من يهتم؟"يمنح المتابعين إلهامًا وتحفيزًا
مراجعة منتج"الكل فعلها"توفر تجربة حقيقية وتجنيب الأخطاء
فيديو تأملي"لا أحد يشاهد التأمل"            يخفف التوتر ويمنح السلام النفسي
قصة شخصية"ومن أنا؟"تجعل الجمهور يشعر أنه ليس وحده


أسئلة تساعدك على تقييم محتواك

  • هل كنت سأتابع هذا الفيديو لو لم أكن صانعه؟

  • هل يوجد فيديو يشبهه تمامًا؟ إن كان نعم، ما الذي يميّزني عنه؟

  • ما المشاعر أو الأفكار التي أريد أن يخرج بها المشاهد؟ 

اكتب هذه الأسئلة أمامك وأجب عنها بصدق بعد كل فيديو.

الخاتمة: لا تحكم على شجرتك وهي ما تزال بذرة

أن تشك أحيانًا في محتواك لا يعني أنه غير مهم.
بل يعني أنك تهتم، وأنك تريد تقديم شيء له أثر. وهذا أول خطوة نحو صناعة محتوى ناجح ومفيد.

استمر في التعلم، طوّر من نفسك، وكن صادقًا في رسالتك. ربما لن ترى الأثر اليوم، لكن سيأتي من يكتب لك يومًا:  "فيديوك غيّر حياتي."
وستدرك حينها أن كل لحظة شك… كانت تستحق 💛

أشعر أن محتواي على يوتيوب غير مهم – كيف أعرف إن كان مفيدًا؟
الدكتور مكي هيثم

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent