أواجه ضغطًا من العائلة لترك اليوتيوب – كيف أتعامل معهم؟

 الطريق إلى النجاح في يوتيوب لا يكون مفروشًا بالورود، خصوصًا حين يكون أقرب الناس إليك – عائلتك – غير داعمين أو حتى معارضين لما تفعله.

إذا كنت تشعر بأنك تُجبر على الاختيار بين شغفك ورضا عائلتك، فهذا المقال لك. 

لماذا ترفض العائلة فكرة “اليوتيوبر” من الأساس؟

لفهم المشكلة، لا بد من معرفة الأسباب الحقيقية خلف هذا الرفض. بعض أبرزها:

 1. الخوف من المستقبل المجهول

اليوتيوب بالنسبة لهم ليس “وظيفة”، بل مضيعة للوقت بلا ضمانات.

 2. الصورة النمطية عن اليوتيوبرز

قد يربطون الأمر بالضحك الزائد، المقالب، أو المظاهر السطحية، وليس بالجهد الحقيقي أو المحتوى الهادف.

 3. القلق من نظرة المجتمع

"ماذا سيقول الناس عنك؟" – أحد أكثر الأسئلة التي تدفعهم لرفض الأمر.

 4. ضغط المقارنة

خاصة إذا كان لديك إخوة يعملون في وظائف تقليدية (طبيب، مهندس، موظف...) بينما أنت تصنع محتوى.

 5. عدم ظهور النتائج سريعًا

عندما لا يرون أرباحًا أو شهرة واضحة، يعتقدون أنك تضيع وقتك.

كيف تتعامل مع هذه الضغوط بحكمة؟ (بدون صدام)

✅ 1. افصل بين العاطفة والموقف

قد تشعر بأن رفضهم لك هو رفض لشخصك، لكنه في الحقيقة خوف عليك.
ردة فعلهم العنيفة = خوف مضاعف.

✅ 2. تحدث معهم بلغة يفهمونها

استبدل كلمات مثل "مشاهدات" و"اشتراكات" بكلمات مثل:

• "أنا أتعلم مهارات التواصل."

• "أطور مهاراتي في التسويق والمونتاج."

• "يوجد فرص ربح فعلية عبر الإنترنت."
  أظهر لهم أن ما تفعله ليس عبثًا، بل تدريب واقعي في الحياة.

✅ 3. قدّم أمثلة حقيقية

اختر نماذج ناجحة من منطقتك أو بلدك ممن بدأوا من الصفر على يوتيوب، وأصبحوا يعملون باستقلال ويكسبون دخلًا جيدًا.

مثال:

• اليوتيوبر [علي الشمري] بدأ من غرفة بسيطة، واليوم يدير مشروعًا إعلاميًا متكاملًا.

• [نور ستارز] رغم الانتقادات، واصلت ونقلت عائلتها لمستوى معيشي أفضل.

(اختر أمثلة قريبة من بيئتك إن أمكن)

✅ 4. اشركهم في جزء من رحلتك

دعهم يشاهدون جزءًا من مراحل التصوير أو المونتاج.
اطلب رأيهم في فكرة فيديو أو طريقة تقديم.
عندما يشعرون أنهم جزء من التجربة، تقل مقاوتهم تدريجيًا.

✅ 5. وازن بين شغفك والتزاماتك

إذا كنت طالبًا، اجتهد في دراستك أولًا.
إذا كان لديك وظيفة، التزم بها.
حين يرون أنك “متزن” ستقل مخاوفهم، حتى وإن لم يؤمنوا بفكرتك تمامًا.

 إثبات الجدية: خطوة تلو الأخرى

العائلة لا تقتنع بالكلام فقط، بل تحتاج لرؤية فعل:

الهدف	ماذا تفعل؟
إقناعهم بالجدية	ضع جدولًا منتظمًا للنشر
تقليل الخوف	شاركهم تطور عدد المشتركين أو الأرباح
محاربة الشك	أنشئ محتوى عالي الجودة باستمرار
كسب الثقة	لا تهمل مسؤولياتك الأخرى (دراسة – عمل – التزامات)

❌ لا تفعل هذا أبدًا

• لا تواجههم بالصراخ أو التحدي: العناد لا يقنع، بل يزيد التوتر.

• لا تتوقف فجأة لتُرضيهم ثم تعود خلسة: هذا يزرع الشك بدل الثقة.

• لا تضحّي بكل وقتك لليوتيوب وتُهمل صحتك أو علاقاتك الاجتماعية.

ماذا يقول صناع محتوى ناجحون عن رفض الأهل؟

 أنس وأصالة (من أشهر العائلات العربية على يوتيوب):

"في البداية، عائلتنا ما كانت مقتنعة. كان لازم نثبت إن اللي نعمله مش لعبة، بل مشروع."

 أحمد أبو زيد (دروس أونلاين):

"أهلي كانوا خايفين، لكن لما شافوا إني منظم وأحقق دخل، تغيرت نظرتهم."

 رغد داوود:

"بدأت أعمل فيديوهاتي بصمت، ومع الوقت صاروا يدعموني بعد ما شافوا التفاعل والتأثير."

 نصائح من الواقع

🔹 حدد أهدافك بوضوح

ماذا تريد من يوتيوب؟
هل هو شغف فقط؟ دخل مادي؟ بوابة للعمل الإعلامي؟
الوضوح = ثقة.

🔹 أظهر نتائج تدريجية

حتى لو بسيطة: زيادة في المشتركين، أول أرباح، دعوة للتعاون...

🔹 كن مرنًا، لا متصلبًا

إذا كانت العائلة قلقة بسبب التصوير في المنزل، ابحث عن حلول:
– اصنع فيديوهات بصوتك فقط
– استخدم صورًا متحركة بدل وجهك
– سجل في مكان منعزل أو في وقت معين

 الجانب النفسي: كيف تحمي نفسك من التوتر؟

الضغط العائلي يسبب مشاعر الإحباط، الخوف، أحيانًا الذنب. للتعامل مع هذا:

• تحدث مع أصدقاء يفهمون المجال ويدعمونك

• خصص وقتًا للراحة دون شعور بالذنب

• دوّن تقدمك أسبوعيًا لترى أنك تتطور فعلًا

• ذكر نفسك لماذا بدأت من الأساس

خاتمة: النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل

ليس من السهل أن تواصل طريقًا لا يفهمه من حولك. لكن التحديات ليست إشارات توقف… بل اختبارات.
إقناع العائلة لا يأتي بالكلام وحده، بل بالاستمرارية، النتائج، والاتزان.

إذا أحببت اليوتيوب، فاجعله فرصة لا عبئًا، واجعلهم يرون أنك لا تضيع وقتك… بل تبني مستقبلك.